موجة التضامن العربي والإسلامي الواسعة مع عملية "طوفان الأقصى" والشعب الفلسطيني مقابل صمود سكان قطاع غزة ضد العدوان الهمجي للمحتل الوحيدة، شملت كذلك بلدان المغرب العربي، حيث تظاهرت شعوب تلك المنطقة بشدة ضد الجرائم الصهيونية.
إن التظاهرات الرائعة التي شهدتها منطقة المغرب العربي، والتي قام حكامها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وظنوا أن شعوبهم ماتت وغير مبالية بالقضية الفلسطينية، أظهرت أن نبض الشعوب الإسلامية ينبض دائما من أجل فلسطين والقدس.
ورددت شعوب المغرب العربي شعار "نعم للمقاومة وليس للتطبيع"، وشددت على أن مسلمي العالم لا يقبلون تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وحمل المتظاهرون المغاربيون بين أيديهم الأعلام الفلسطينية والمغاربية وصور المسجد الأقصى ورددوا شعارات مؤيدة لغزة واستقرار الشعب الفلسطيني، إضافة إلى التظاهرات المليونية في منطقة المغرب العربي، حيث تشهد جموع مختلفة من الناس في الدول العربية والإسلامية مثل إيران، تركيا، إندونيسيا، باكستان، العراق، موريتانيا، اليمن، البحرين، الكويت، الأردن، قطر، تونس، لبنان وغيرها من الدول، تظاهرات شددت على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي الوقت نفسه، خلال احتجاجات الأردن، التي لديها أيضا اتفاقية تسوية مع محتلي القدس، تدفق طوفان كبير من الناس إلى الشوارع وطالب الناس بفتح الحدود مع فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني، وهتفوا بشعار "كلنا حماس".
ويظهر هذا الموضوع أنه حتى في الدول التي تعاني من اختناق سياسي والتي قامت بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، مثل البحرين، فإن الناس يعبرون عن استيائهم واحتجاجهم على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
انتشار التظاهرات في دول مثل المغرب العربي والبحرين ومصر والأردن، التي اختارت طريق التسوية مع الكيان الصهيوني؛ بين أن الدفاع عن قضية فلسطين ومقدسات المسلمين، بما فيها المسجد الأقصى، هو أحد الأهداف الثابتة للعالم الإسلامي، وهو لا يتأثر بتطبيع الحكومات، ولا يمكن أن يخضع لبعض المنافقين الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية لتحقيق أهدافهم المريضة.
وعلى المستوى العالمي، خرجت العديد من المسيرات خلال الأيام الماضية في مدن الدول الغربية مثل روما، وإيطاليا، وبرلين، وألمانيا، وسيدني، وأستراليا، ومرسيليا، وفرنسا، ولوس أنجلوس، ونيويورك، وشيكاغو، وأمريكا، ولندن، عاصمة إنجلترا، دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته، وفي بعض الدول تم قمع هذه المسيرات بتدخل الشرطة، ومن النقاط الأخرى اللافتة في بعض الدول الغربية موقف الأحزاب اليسارية مثل حزب "فرنسا العنيدة" الذي اعتبر دعم مقاومة غزة وهجماتها الانتقامية على الأراضي المحتلة رد فعل طبيعياً على سياسات "إسرائيل" القمعية، الأمر الذي تسبب في مهاجمة هذا الحزب من قبل رئيس الوزراء الفرنسي بشدة واتهمه بـ "معاداة السامية" و"دعم الإرهاب".
ونظرا لطبيعة العمليات البرية والجوية والبحرية المفاجئة لطوفان الأقصى، أصدر معظم زعماء الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بيانا مشتركا أكدوا فيه " "الدعم القوي والموحد" للكيان الصهيوني، وتصدت إمبراطوريتهم الإعلامية بأوامرهم، للتحرك ضد أي موقف داعم للمقاومة الفلسطينية، ومن خلال الكذب بشأن سلوك المقاومة مع الأسرى الصهاينة في مستوطنات "غلاف غزة"، وصفت وسائل الإعلام هذه فصائل المقاومة بالمجرمين واعتبرت دعمهم جريمة.
وحتى الرئيس الأمريكي جو بايدن ذهب في البداية إلى حد تشبيه حركة حماس بـ"داعش " من أجل التأثير على الرأي العام العالمي وتحريض الناس ضد المقاومة الفلسطينية والتعتيم على التضامن العالمي مع الفلسطينيين، وسبب هذه المشكلة يكمن في أنه في عملية طوفان الأقصى تم انتصار الضعيف على الأقوى وكانت للمقاومة اليد العليا.
ورغم أن الإعلام الغربي يشوه الحقائق، إلا أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه الجرائم الصهيونية الوحشية في غزة، تتزايد مواقف المشاهير والفنانين ولاعبي كرة القدم، وفي هذا الصدد، رددت جماهير فريق الأهلي المصري لكرة القدم "سنضحي بأرواحنا وقلوبنا من أجل فلسطين"، كما رددت جماهير سلتيك الاسكتلندي دعما لفلسطين، ما اضطر إدارة النادي وتحت الضغط إلى إصدار بيان لرابطة المشجعين نفى فيه الفريق التضامن مع فلسطين.
في هذه الأثناء، يستمر الصراع بين مديري النادي وجماهير هذا الفريق، وترى الجماهير أن إدارة سيلتيك خانت أهداف ومبادئ وعادات النادي في نصرة الشعب المظلوم، ومن المواقف الأخرى يمكن أن نذكرها قصة "رياض محرز"، نجم المنتخب الجزائري ونادي الأهلي السعودي، الذي أدرج جزءا من آية من سورة البقرة تحت صورة القدس، " ألا إن نصر الله قريب"، وإلى جانبه، أشاد محمد النني لاعب منتخب مصر لكرة القدم ونادي أرسنال الإنجليزي، وأنس جابر لاعب التنس، وطارق ذياب المحلل الرياضي بشبكة "بي إن سبورتس"، بمقاومة الفلسطينيين.
وتحدث دياب في كلمته، عن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، وعصام الشوالي المعلق الرياضي، عن قطاع غزة وبسالة وبطولات المقاومة، كما نشر محمد أبو تريكة والمطرب تامر حسني والممثل العربي الشهير محمد هنيدي منشورات لدعم فلسطين عبر حسابات المستخدمين الخاصة بهم، كما أكد الفرنسي كريم بنزيمة، لاعب فريق الاتحاد السعودي، تضامنه مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
LINK: https://www.ansarpress.com/english/27869
TAGS: